أيها الحبيب اللبيب!.. أيتها الكريمة الفاضلة! هل سمعتم هذا الأسلوب الرقيق العذب اللطيف الذي يمتن علينا به رب البرية عند حديثه عن الزواج !!!
اسمع..!! تأمل..!! "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"...الله أكبر !! إنه من أعظم النعم التي امتن الله بها على الرجال والنساء على حد سواء !! إنها صلة السكن للنفس والقلب !! إنها صلة الراحة للجسد والقلب !! إنها صلة الاستقرار للمعاش وللحياة !! ..
الله أكبر !! (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لماذا؟ سكن !!.. راحة قلب وراحة نفس !!.. راحة بال وراحة ضمير !!.. استقرار حياة واستقرار معاش !!
الله أكبر !! إنها الحياة الزوجية !! إنها جنة الدنيا !! إنها السعادة الدنيوية !! الله الله أيها الأزواج !! اتقوا الله..فكروا في حياتكم الزوجية !! كم من الأزواج اليوم من يعيش على مضض، وكأن البيت صار جمرًا لا يُطيق أن يجلس فيه دقيقة، ولا تتحمل أن ترى زوجها دقيقة...!!
لا إله إلا الله !! أهذا هو ديننا !! ويا أسفاه !! صارت بعض البيوت وكأنها سجن مظلم ؛ الزوج لا يُحب زوجته، والزوجة لا تطيقه..لا حول ولا قوة إلا بالله !! لِمَ أيها الأزواج ؟ لِمَ كل هذا؟..
الله أيها الزوج، اتق الله في هذه المسكينة..أخذتها من بيت أبيها وأمها ضعيفة .. وكنت تطلب منهم أن يُعطوك إياها، فلما أعطوك وأخذت منها ما أخذت وحصلت منها على ما تريد، ورأيت فيها بعض العيوب .. بل كن عاقلا !! ليس هناك امرأة إلا وفيها عيب، بل ليس هناك رجلٌ أيضًا إلا وفيه عيب ..لما رأيت بعض عيوبها كرهتها وفركتها !! أين أنت من قول النبي عَليه الصلاة والسلام: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"... إذا كرهت منها صفة أحببت فيها صفة أخرى !! الله أكبر !! ما هذا ؟..هذا هو ديننا !!
الله أيها الزوج !! هذه زوجتك وأم أولادك..هذه التي كانت سببًا في تحصينك من الحرام.!! ألا تذكر تلك الليلة التي تقدمت فيها للزواج ونظرت إليها، كانت أسعد ليلة في حياتك؛ كنت لا تنام الليل؛ تجمع الأموال لتتزوجها. كانت عندك بالنسبة لك حياتك كلها، فماذا حصل الآن؟ ما الذي جرى؟ وما الذي حدث؟!! أسألك بالله سؤالًا: متى كانت آخر مرة خرجت مع زوجتك لتتعشى في مطعم؟ أو في نزهة لوحدكما؟ متى؟ متى جلست مع زوجتك تُداعبها وتُلاعبها وتتمدح فيها وتتغزل بها؟ متى؟ أليست زوجتك ؟ أليس حلالًا ؟
ولكن يا أسفاه أيها الزوج !! عجباً لك كيف تبتسم في وجوه الآخرين، تهدي وتوزع الابتسامات، فإذا دخلت بيتك قطبت جبينك وأغلقت شفاهك كأن الابتسامات في البيوت حرام!!! يا أيها الزوج..عجباً للطفك وأخلاقك مع الناس، فإذا دخلت بيتك انقلبت أسداً شرساً هصوراً وذئباً مؤذياً !!!
لا إله إلا الله ! ما أقبح منظره حينما يخرج من بيته ينظر بشغف إلى النساء !! هذه جميلة..أنظر كم هي أنيقة..ياليتها زوجتي..ياليتني أكون زوجها !! إنه صار كالبهيمة..همه شهوته..!! تبا له ترك الحلال وانغمس في الحرام !! ترك الزوجة المسكينة وحيدة لا ينظر إليها ولا يكثرت لها...لا حول ولا قوة إلا بالله !!
لماذا أيها الظالم ؟ أليست إنسانة؟ أليست عندها شعور أيضًا حالها حال النساء؟ ألا تريد ما يريده النساء؟ اعلم أن المرأة أسيرة عندك، وإن المرأة ضعيفة، فالله الله في حق الضعيفين: اليتيم والمرأة ! فاتق الله في زوجتك يا رعاك الله..!!
ليست هناك تعليقات :