الماوس

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع.» [رواه الترمذي وصححه الألباني].
يلج : الولوج الدخول .خشية : خوف شديد .الضرع : الثدي .
مناسبة الحديث للقرآن : قال الله تعالى :" وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً." ويقع هؤلاء ساجدين على وجوههم، يبكون تأثرًا بمواعظ القرآن، ويزيدهم سماع القرآن ومواعظه خضوعًا لأمر الله وعظيم قدرته.
المعنى العام : في
هذا الحديث الشريف يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم فيه فضل البكاء من خشية الله تعالى
وأنه سببا في النجاة من النار ودخول الجنة دار القرار .
والبكاء لا يتأتى إلا ممن يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وهم
التقاة التقاة الذين ولج الإيمان قلوبهم وفتح عليهم من أبواب المعرفة ما
علموا علم يقين بما ينتظرهم من عقبات يشيب لهولها الولدان .
الفوائد :
1- البكاء من خشية الله نجاء ونجاة .
2- البكاء لا يصدر إلا من أولي الألباب .
3- الإيمان درجات والخشية منتهاه .
4- البكاء يصقل القلوب ويصفي البصيرة فيزيد في الفهم والإدراك .
خلاصة : إنهلحري بالعقلاء أن يبكوا لسماع الآيات الواعدة والنادرة بالعذاب ليأخذوا
الأمور بجدية وحزم ذون تهاون وتكاسل كما يفعل غالبية الناس ممن صدأت
قلوبهم فأصبحت لا حسيس لها ولا شعور فعميت عليهم الأمور وضاقت بها الصدور
فالحي منهم في ثبور والميت في وحشة القبور .
اللهم لا تحرمنا لذة التنعم بكتابك وارزقنا تدبره وتفكره ولا تجعلنا ممن جفت عيونهم وقست قلوبهم فحرموا نعيم الهداية.


»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد